بدأت هجرة اللبنانيين إلى الخارج عندما كانوا يحملون التابعية العثمانية، وذلك خلال عهد المتصرفية، وبلغت ذروتها في حقبة الحرب العالمية الأولى سنة 1918.

وبموجب معاهدة لوزان المنعقدة بتاريخ 23/7/1923 تنازلت تركيا عن الأراضي التي كانت تسيطر عليها.

ووفقاً لهذه المعاهدة ولا سيما المادة 30 منها، زالت التابعية العثمانية عن جميع سكان الأراضي التي كانت تحت الحكم العثماني اعتباراً من 30/8/1924 وظهرت إلى الوجود جنسيات عربية جديدة، ومنها لبنان كسواه من الدول العربية.

وقد ورد في المادة الأولى من القرار رقم 2825 سنة 1924: «كل من كان من التابعية التركية مقيماً في أراضي لبنان الكبير بتاريخ 30/8/1924 أثبت حكماً في التابعية اللبنانية وعُدّ من الآن فصاعداً فاقداً التابعية التركية».

وبموجب المادة 34 من معاهدة لوزان، أُعطي حق اختيار الجنسية اللبنانية لجميع الرعايا الذين أصلهم من إحدى الدول المنسلخة عن تركيا للمقيمين والمهاجرين، فهؤلاء يمكنهم أن يختاروا جنسية بلادهم الأصلية إذا كانوا ينتمون في الأصل إلى أكثرية الأهالي في هذه البلاد. وأن حق الاختيار هذا يجب أن يحصل في مهلة سنتين اعتباراً من وضع هذه المعاهدة موضع التنفيذ، أي من 30/8/1924 لغاية 30/8/1926.

تناولت هذه المادة حالة المقيمين وكذلك المهاجرين الذين هم من أصل لبناني ولم يتمكنوا في حينه من الحصول على الجنسية اللبنانية، بعدما غادروا البلاد قبل 30/8/1924، عندما كانوا يحملون التابعية العثمانية.

كانت الحكومات اللبنانية المتعاقبة، منذ عهد الانتداب تدعو المغتربين اللبنانيين أو الذين من أصل لبناني إلى فتح قنوات اتصال بين اللبناني المقيم واللبناني المغترب وتدعوه إلى ممارسة حقه في اختيار الجنسية اللبنانية والعودة إلى الوطن الأم.